من خلال التوترات الأخيرة في الصحراء الغربية يبدو أن العلاقة بين الجزائر و الجامعة العربية لا تسير باتجاه جيد و قد تعلن الجزائر في الأيام المقبلة انسحابها من الجامعة العربية . فهل ياترى أن القضية الصحراوية هي أصل النزاع ؟ أم أنها القطرة التي أفاضت الكأس فقط
لجامعة العربية
هي تجمع اقليمي لجميع الدول العربية تأسست في 22 مارس 1945 برعاية بريطانية . لها عدة أهداف من بينها خلق منطقة نشاط تجاري حر بين الدول العربية و انشاء تكتل سياسي لدعم موقف الدول العربية . و كانت صدا منيعا في وجه الاحتلال الاسرائيلي للأراض الفلسطينية . عاشت أيامها الذهبية في حروب 67 و 73 و كانت لها مواقف قوية و صلبة في دعم قضايا الشعوب العادلة
ضعف الجامعة العربية
تمر الجامعة العربية اليوم بفتر ضعف و فتور للغاية و ذالك منذ التسعينيات من القرن الماضي اذ فشلت في وقف اجتياح صدام للكويت . و في وقف العدوان الامريكي على العراق و كذالك في التنديد بالتجاوزات الاسرائلية في فلسطين
كما تعيش الجامعة العربية على وقع نفوذ دول تهيمن على القرار داخلها هي محور الامارات السعودية ومصر . هذه البلدان تسيطر على الجامعة و هو ما يصعب عملية اتخاد القرارات داخلها
توغل اسرائيل داخل البلدان العربية
توغل الكيان الصهيوني بشكل كبير جدا داخل البلدان العربية خصوصا مع موجة التطبيع التي مستها . ما جعل اتخاد البلدان العربية لموقف واضح ضد التطبيع أمر شبه مستحيل
و حتى أن الجامعة العربية لم تدين و لم تتطرق الى موجة التطبيع الأخيرة لأن الدول بارزة النفوذ فيها هي من قادت حملة التقارب مع المحتل الإسرائيلي
الجزائر و الجامعة العربية
انضمت الجزائر الى الجامعة العربية في عام 1962 أي في نفس العام التي نالت فيه استقلالها من فرنسا الاستعمارية . و قد لعبت الجزائر منذ عقود دورا بارزا داخل هذه المنظمة لكن ازمات كثيرة عصفت بعلاقات الجزائر مع الجامعة العربية و ذالك بسبب رفض الجزائر التحليق مع سرب بلدان الخليج و من أهم القضايا الخلافية بين الجزائر و الجامعة العربية هي :
رفض الجزائر المشاركة في عاصفة الحزم
ردت الجزائر بشكل حازم على دعوة السعودية لمشاركتها في عاصفة الحزم ضد الحوثيين .اذ قالت وزير الخارجية الجزائري لعمامرة آنذاك أن الحوثيين مكون من مكونات الشرعية في اليمن و العملية السياسية هي الحل الوحيد لمسالة الشرعية في اليمن
رفض الجزائر تصنيف حزب الله ارهابيا
رفضت الجزائر بشدة تصنيف حزب الله حركة ارهابية . على عكس باقي دول العربية اذ اعتبرت الجزائر أن حزب الله يخضع للقوانين اللبنانية و ليس هناك أي مبرر لاعتباره حركة ارهابية و شددت على أن مسألة حزب الله تقررها الحكومة اللبنانية لا غير
الهرولة نحو التطبيع
بهذا الوصف وصف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون موجة التطبيع العربي مع اسرائيل . و هو ما اثار موجة انتقاد في الخليج في الجزائر كونه الصوت الوحيد الحاتسم الذي أثار المسألة و رفضها جملة و تفصيلا و هو ما أثار حقدا لدول الخليج المهيمنة على الجامعة العربية ضد الجزائر
وقوف الدول العربية مع الاحتلال المغربي
و كانت آخر مظاهر هذا الخلاف هو دعم الدول العربية لتحرك الاحتلال المغربي في الكركرات . حيث و رغم أنه خرق صريح لاتفاقية وقف اطلاق النار داخل المنطقة العازلة و هي التي من المفروض أنها تكون داخل وصاية الأمم المتحدة . رحبت الدول العربية بهذا الخرق و باركت للمغرب تدخله العسكري في الكركرات مما ولد غضب شعبيا و رسميا في الجزائر
هل ستنسحب الجزائر من الجامعة العربية
راجت في الأيام الأخيرة تقارير من الإعلام المقرب من النظام أن الجزائر قد تقرر الإنسحاب من الجامعة العربية . نظرا لكل الأمور المذكورة أعلاه . و تلقى هذه الخطوة سندا رسميا و شعبيا كون الشعب الجزائري مدرك بأن هذه الجامعة لا تسمن و لا تغني من جوع و أنها صارت أداة لتحقيق مكاسب سياسية لدول البيترودولار لا غير