صراع الهوية في الجزائر. أسبابه أهدافه . المستفيد منه و حلول مقترحة



مواجهة المشكل قصد إيجاد الحلول أفضل بكثير من انتهاج سياسة النعامة و معالج أصل المشكلة أفضل من سياسة الترقيع التي لن تأتي بأي حلول للمشكلة. هي نهج و مبادئ تعتمدها الحكومات و الدول في مسايرة و حل المشكلات سواء الداخلية أو الخارجية . لكن النظام الجزائري يسير في نهج آخر و طريق لا يراه الكثير مجديا في ظل الأزمة المفتعلة داخليا و غير المعترف بها و التي ولدت لنا ثنائية عرب أمازيغ  تصور كل طرف على أنه خطر على وجو الآخر . فما أصل المشكلة و ما دور النظام الجزائري فيها و ما هي أهم الحلول لبناء جبهة داخلية صلبة متماسكة
 
أولا : أصل المشكلة 
لا نعرف لأزمة الهوية في الجزائر بداية محددة لكن جذور المشكلة تعود لبداية الحراك الثقافي البربري الأمازيغي و نشوء الحركة الثقافية الأمازيغية للمطالبة بالحقوق الثقافية للأمازيغ و التي تصدرها النشطاء من منطقة القبائل و اتخذت لها راية محددة و حملت لواء الدفاع عن الأمازيغ و حقوقهم في منطقة شمال افريقيا و خاصة ضد ما تسميه التعريب الممنهج والقضاء على ثقافة ما تصفهم بالشعوب الأصلية في المنطقة 
هنا استشعر بعض النشطاء خاصة من الإسلاميين و القوميين العرب خطر تمدد الثقافة الأمازيغية على العربية و بدأوا في حراك مضاد ليصل الاستقطاب أوجه في عام 1990 حين ساند النشطاء الأمازيغ توقيف المسار الانقلابية و تحييد الإسلاميين من الحياة السياسية 
لكن النظام الجزائري و بتركيبته المعقدة جدا استطاع صنع توازنات داخل السلطة و انتزاع ذألك الاستقطاب و الذي نسيه الجزائريين لمدة طويلة 
غير أن أحداث فيفري 2019 و تعامل النظام وقت القايد صالح مع الملف أعاد اشعال الصراع من خلال دعم النشطاء الأمازيغ للحراك الجزائري و تشكل تيار قوي مضاد للأمازيغ و القبائل تحديدا دعم نظام القايد صالح     و خاصة ما عرف آنذاك بأسطورة القط أو المارشال القط 

تسيييس المطالب الثقافية 
لطالما اعتبرت الحركة البربرية مطالبها ثقافية بحتة من خلال المطالبة بترسيم اللغة الأمازيغية كلغة رسمية و تدريسها بالجامعات و المعاهد . و كذألك ترسيم رأس السنة الأمازيغية و احياء الموروث الثقافي الأمازيغي . لكن تغول الحركة في منطقة القبائل و احساسها بقوة تأثيرها و قدرتها على تحريك الجماهير جعلها تستثمر في مطالبها الثقافية لولوج عالم السياسة من خلال التحالف مع النظام لأسقاط الإسلاميين في التسعينيات و كذألك تحالفها من نظام بوتفليقة فيما بعد .حيث أن النظام استعملها للسيطرة على المنطقة التي شكلت صداعا للنظام على مر عقود 




المتطرفون من الجانبين 
و هم أخطر عناصر هذا الصراع الثقافي المفتعل فالمتطرفون من الحراك الثقافي البربري اتجهوا الى مطالب جد متطرفة و هي المطالبة بالانفصال و التي أبرز وجوهها فرحات مهني و الذي لا يلقى ترحيبا و لا مساندة داخل منطقة القبائل أم من الجانب الآخر فظهر في السنوات الأخيرة أسطورة تدعى المارشال القط و تمكنت من حصد الكثير من المتابعين دون الظهور بأي صورة أو  وجود أو نضال في الواقع . و ذألك بأفكار وصفت بالعنصرية تدعو الى اقصاء منطقة القبال و بأنها سبب كل مآسي الجزائر 

حقيقة المارشال القط 
لدى تحقيق و تحرياتي حول الأسطورة التي  تدعى بالقط توصلت الى حقيقة مدعومة بعدة أدلة هي أن حساب المارشال القط يعود لشخص غير موجود في الواقع  ادعى أن اسمه المارشال القط و يقيم في الغرب الجزائري  و الحقيقة أنه كان لشخصية نافذة داخل النظام الجزائري " في عهد القايد صالح "  مسجون حاليا و كان يسانده في ذألك أستاذ جامعي التاريخ . تبنوا أفكار متطرفة تدعو الى إقصاء التطرف الآخر و لاقى صدا شعبيا غير مسبوق و اتجه هذا التيار في دعم مسار القايد صالح الذي أنتج الرئيس عبد المجيد تبون 

لا ناقة للشعب الجزائري و لا جمل 
أغلب من يثير النزاعات الثقافية في الجزائري هدفهم هو الوصول الى السلطة أو التحالف معها أو الضغط عليها عبر استعمال الجماهير  التي يتم تعبئتها بدغدغة عواطفها عبر تبني شعارات ثقافية أو بتهييجها عبر إشعارها أن وجودها مهدد و هو ما نراه حاليا . حيث يتم إظهار  أن الثقافة الأمازيغية تهديد لوجود الثقافة العربية و الثقافة العربية تهدد للوجود الأمازيغي  و ذألك ليسهل عليهم تعبئة الجماهير لتحقيق مكاسب سياسية 


لا وجود لعربي و لا أمازيغي 
الحقيقية التي يخفيها المستفيدون من هذه الفتنة النائمة . هي أنه لا وجود لما يدعى الأمازيغية و العربية في الجزائر فالشعب قد تصاهر و تناسب فيما بينه .و أن كونك كجزائري فأنت |أخ للجزائري مهما كان لونك أو عرقك . و أن عوامل وحدة الأمة الجزائرية أكثر بكثير من عوامل التفرقة و أن الصراع الداخلي لن يستفيد منه الا العدو التي يتربص من الخارج 

بقلم : مصعب.ط.ح
المقال يعبر عن رأي كاتبه فقط 

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم